محمود البريكان واللصوص في البصرة

أضيف بتاريخ 03/12/2025
سركون بولص


حَبلُ السُرّة أم حَبل المراثي؟

لا مَهرَب: فالأرض ستربطنا إلى خصرها
ولن تترك لنا أن نُفلتَ، مثلَ أُمّ مفجوعة، حتّى النهاية.

كُلّ يوم من أيامنا، في هذه الأيام، جُمعةٌ حزينة!

ويأتيني، في الجُمعةِ هذه، خبَرٌ بأنّ البريكان
ماتَ مطعوناً بخنجر
في البصرة
حيث تكاثرَ اللصوص، وصارَ القَتَلَة
يبحثونَ عن... يبحثون، عَمَّ صارَ يبحثُ القَتَلَة؟

حتّى هذا الشاعر الوديع لم يَنجُ، هو الذي
كان يعرفُ منذ البداية لونَ القيامة، وهجرةَ الفراشة
نحو متاهة العالم السفلي، حيثُ الليل، واللّٰه، واحد.

أكانت هذه معرفتك، هل كان هذا سرّك؟

كنتُ أراك، أنتَ المُلفَّع بغشاء سرّك
بين حين وآخر، في مقهى "البرلمان"
حديثنا عن رخمانينوف، عن موتزارت.

واليومُ الذي أتذكّركَ فيه
اليومُ الذي فيهِ بالذاتِ أراك:
كنتَ اشتريت "صُوَر مِنْ معرض" لموجورسكي
مِنْ "أوروزدي باك"...

واللّٰه أعلَم كم كلّفتكَ تلك الأسطوانة
مِنْ راتبك الضئيل!

(سأُسمِعُها، في ذكراكَ، اليومَ، نفسي.)

سأصغي... وها نو الخبَرُ يأتيني.

حَبلُ السُرّة انقطع، وامتدّ حَبلُ المراثي.
إنه الليل. نَمْ، أيّها الشاعر. نَمْ، أيّها الصديق.


سركون بولص في رثاء البريكان