فيض الأوراق العلمية المزيفة: كيف يغمر الذكاء الاصطناعي عالم الأبحاث؟

أضيف بتاريخ 01/17/2025
مدونة المَقالاتيّ


في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت أدوات مثل ChatGPT تُستخدم بشكل متزايد في كتابة الأوراق العلمية، مما أثار مخاوف كبيرة حول مصداقية البحث العلمي وسلامته. دراسة حديثة نُشرت في مجلة Harvard Kennedy School Misinformation Review كشفت عن وجود 139 ورقة علمية مشبوهة تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يسلط الضوء على تحديات جديدة تواجه المجتمع العلمي.

وفقًا لموقع Sci.News، قام باحثون من جامعة بوراس وجامعة لوند والجامعة السويدية للعلوم الزراعية بتحليل مئات الأوراق العلمية المتاحة على منصة Google Scholar. ووجدوا أن 139 ورقة منها تحتوي على نصوص يُشتبه في أنها مكتوبة باستخدام ChatGPT أو أدوات ذكاء اصطناعي مشابهة. من بين هذه الأوراق، نُشر 19 في مجلات مفهرسة، و89 في مجلات غير مفهرسة، بينما كانت 19 ورقة أخرى عبارة عن أبحاث طلابية، و12 وثيقة عمل مسبقة النشر.

أظهرت الدراسة أن 34% من هذه الأوراق المزيفة تركزت على موضوعات متعلقة بالصحة والبيئة، وهي مجالات حساسة يمكن أن تؤثر على السياسات العامة وصنع القرار. وأشار الباحثون إلى أن 66% من هذه الأوراق نُشرت في مجلات غير مفهرسة، مما يزيد من صعوبة اكتشافها ومراجعتها.

من بين العبارات التي تم البحث عنها لتحديد الأوراق المشبوهة كانت: "حسب آخر تحديث لمعرفتي" و"ليس لدي إمكانية الوصول إلى البيانات في الوقت الحالي"، وهي عبارات شائعة في ردود ChatGPT. وقد تم العثور على 227 ورقة تحتوي على هذه العبارات، تم تصنيف 88 منها على أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل شرعي أو معلن، بينما كانت 139 ورقة أخرى تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل غير معلن أو احتيالي.

أحد أكبر المخاوف التي أثارتها الدراسة هو خطر "قرصنة الأدلة"، حيث يمكن استخدام أبحاث مزيفة للتلاعب الاستراتيجي. كما حذر الباحثون من أن النتائج الخاطئة قد تتسلل إلى المجتمع وتؤثر على قرارات مهمة في مجالات مثل الصحة والبيئة.

قال بيورن إكستروم، الباحث في جامعة بوراس: "إذا لم نتمكن من الوثوق بأصالة الأبحاث التي نقرأها، فإننا نخاطر باتخاذ قرارات بناءً على معلومات خاطئة." وأضافت يوتا هايدر، الأستاذة في نفس الجامعة: "هذه ليست مجرد قضية تتعلق بسوء السلوك العلمي، بل هي أيضًا قضية تتعلق بثقافة الإعلام والمعلومات."

وأشارت هايدر إلى أن Google Scholar، على الرغم من كونه أداة بحث سريعة وسهلة الاستخدام، يفتقر إلى إجراءات ضمان الجودة اللازمة. وهذا يمثل مشكلة كبيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بجعل العلم في متناول الجميع. وأكدت على أهمية قدرة الأفراد على تحديد المجلات والناشرين الذين يقدمون أبحاثًا موثوقة، حيث أن ذلك يلعب دورًا حاسمًا في صنع القرار وتشكيل الرأي العام.