الكتّاب والذكاء الاصطناعي: دراسة تكشف كيف يؤثر GPT-4 على الإبداع والصوت الأدبي

أضيف بتاريخ 01/17/2025
مدونة المَقالاتيّ


 أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من العديد من الصناعات، بما في ذلك الكتابة الإبداعية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يعزز الذكاء الاصطناعي إبداع الكتّاب أم يهدد أصواتهم الفريدة؟ دراسة حديثة أجرتها شركة مايكروسوفت بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا الجنوبية حاولت الإجابة على هذا السؤال، وكشفت نتائج مثيرة للاهتمام حول تفاعل الكتّاب مع أدوات الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4.

وفقًا لتقرير نشر على موقع TechTimes، بدلًا من الخوف من الذكاء الاصطناعي، ينبغي على الكتّاب تعلم كيفية استخدامه بشكل صحيح. الدراسة، التي حملت عنوان "كان 80% مني و20% من الذكاء الاصطناعي"، شملت 19 كاتبًا للخيال، و30 قارئًا، بالإضافة إلى اقتراحات تم إنشاؤها بواسطة GPT-4 من OpenAI. الهدف كان تحليل كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على أصالة العمل الإبداعي وما إذا كان يمكن أن يعزز أو يضعف صوت الكاتب الفريد.

أوضح الباحث الرئيسي، أنجل هسينغ تشي هوانغ، أن قيمة عمل الكاتب تكمن في أصالته. ومع ذلك، فإن الكتابة المشتركة مع الذكاء الاصطناعي قد تهدد هذه الأصالة. في التجربة، استخدم المشاركون برنامجًا يسمى CoAuthor، الذي تم تطويره في جامعة ستانفورد، لكتابة نصوص قصيرة مكونة من 200 كلمة. البرنامج يتكامل مع نموذج لغوي كبير (LLM)، مما يسمح للكتّاب بإدراج اقتراحات الذكاء الاصطناعي بضغطة زر.

تم تقسيم التجربة إلى مرحلتين: الأولى كانت باستخدام GPT-4 دون أي تخصيص، والثانية باستخدام نسخة مخصصة من GPT-4 تم تدريبها على عينات من أعمال الكتّاب السابقة. ومن المثير للاهتمام أن الكتّاب لم يتم إخبارهم بالنسخة المخصصة لتجنب التأثير على آرائهم.

كشفت النتائج عن بعض المقاومة والخوف من استخدام الذكاء الاصطناعي. عبر الكتّاب عن مخاوفهم بشأن فقدان الأصالة، حيث قال أحد المشاركين: "الكتابة الأصيلة هي قصة تُروى من قلب الكاتب. هل يمكن أن يستلهم من الذكاء الاصطناعي؟ بالتأكيد. لكن الأمر ليس نفسه." كما أبدى البعض قلقًا من فقدان المتعة العاطفية المرتبطة بالكتابة، بالإضافة إلى مشاكل تتعلق بملكية العمل الإبداعي.

على الرغم من هذه المخاوف، وجد العديد من الكتّاب أن النصوص التي تم إنشاؤها باستخدام النسخة المخصصة من GPT-4 كانت أكثر قبولًا. وأشار الباحثون إلى أن التخصيص ساعد الكتّاب على الشعور بارتباط أقوى بأعمالهم، مما خفف من بعض المخاوف المتعلقة بفقدان صوتهم الإبداعي.

تطرح الدراسة تساؤلات عميقة حول طبيعة الإبداع والأصالة في عصر الذكاء الاصطناعي. فمن ناحية، يمكن أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة في تسريع سير العمل وتوليد أفكار جديدة. ولكن من ناحية أخرى، يجب أن تعمل هذه الأدوات على تعزيز أصوات الكتّاب الفريدة بدلًا من طمسها.