في حوار مع محطة "جنوب راديو" الفرنسية، قدم هشام العلوي، مؤلف كتاب "الإسلام والديمقراطية"، تحليلاً للعلاقة بين الإسلام والنظم الديمقراطية في العالم العربي المعاصر. يؤكد العلوي أن لا تعارض جوهرياً بين الإسلام والديمقراطية، مشيراً إلى أن التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي في العالم العربي ترتبط بالسياق التاريخي والاجتماعي أكثر من ارتباطها بالدين نفسه.
يستعرض العلوي تجربة الربيع العربي كنموذج حي للتحولات السياسية في المنطقة. فالتجربة التونسية، رغم ما حققته من مكاسب في مجال الحريات وتداول السلطة، شهدت تراجعاً تحت وطأة الشعبوية. أما في مصر، فقد انقطع المسار الديمقراطي بعودة النظام السلطوي. ويقارن هذه التحولات بالثورات الأوروبية، مؤكداً أن بناء الديمقراطية عملية تدريجية تتطلب وقتاً وصبراً.
وفي سياق العلاقات المغاربية، يتناول التوترات بين المغرب والجزائر، داعياً إلى تجاوز الخلافات التاريخية والإقليمية. كما يناقش دور فرنسا في هذه المعادلة المعقدة، وضرورة الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع البلدين.
أما في ما يخص وضع المسلمين في فرنسا، فيلاحظ العلوي أن المطالب الموجهة إليهم تتجاوز أحياناً مسألة الولاء للدولة إلى توقعات أعمق تتعلق بالقيم الجمهورية. ويشير إلى التفسيرات المعاصرة لقانون 1905 حول فصل الدين عن الدولة، منتقداً بعض التطبيقات التي يراها متشددة، كالجدل حول الطعام الحلال في المدارس وقيود الحجاب.
يختتم العلوي رؤيته بالتأكيد على أن مستقبل التحول الديمقراطي في العالم العربي مرتبط بالضرورات السياسية والاجتماعية، وأن نجاح هذا التحول يتطلب التوصل إلى حلول وسط تضمن استدامة النظام الديمقراطي. كما يحذر من مخاطر الاستبداد الشعبوي الذي قد يستغل الآليات الديمقراطية لفرض سلطة عمودية.
المصدر: برنامج "الحقيقة المباشرة" على إذاعة سود راديو، 26 نوفمبر 2024، مع هشام العلوي، مؤلف كتاب "الإسلام والديمقراطية" (منشورات شيرش ميدي).