دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، في خطوة وصفها المراقبون بأنها انتصار دبلوماسي كبير لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. الاتفاق، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، يمتد لستين يوماً مع إمكانية تحوله إلى هدنة دائمة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة حكومته على الاتفاق، في حين أكد الرئيسان الأمريكي والفرنسي في بيان مشترك التزام بلديهما بضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل. ويتضمن الاتفاق انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، ونشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية، وسحب حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني.
وتأتي هذه الخطوة بعد أكثر من عام من المواجهات العنيفة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 3800 شخص في لبنان، وتهجير نحو 900 ألف شخص وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. ويرى محللون أن الاتفاق يعكس تحولاً استراتيجياً في المشهد الإقليمي، حيث يسمح لإسرائيل بتركيز جهودها على جبهة غزة ومواجهة التحديات الإيرانية.
وفي السياق الدبلوماسي، يمثل الاتفاق إنجازاً مهماً للإدارة الأمريكية التي سعت جاهدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وقد أشار بايدن إلى أن إدارته تعمل حالياً مع تركيا وقطر وشركاء إقليميين آخرين للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في قطاع غزة وتحرير الرهائن الإسرائيليين.
غير أن التحديات تبقى قائمة في لبنان، حيث يواجه البلد أزمات متعددة. فالحكومة اللبنانية، التي لم تكن طرفاً مباشراً في المفاوضات، تجد نفسها أمام اتفاق يضع حداً لحرب لم تعلنها ولم ترغب فيها. ورغم أهمية وقف إطلاق النار في حقن الدماء، إلا أن المسألة اللبنانية لا تزال بعيدة عن الحل النهائي.
وتبقى الأنظار متجهة نحو مدى التزام جميع الأطراف بتنفيذ بنود الاتفاق، وتأثيراته على المشهد الإقليمي ككل، خاصة في ظل استمرار الصراع في غزة وتصاعد التوترات مع إيران.