لطالما أثار القمر فضول البشر منذ فجر التاريخ، وها هو اليوم يكشف لنا واحداً من أعظم أسراره. فمن المثير للدهشة أن البشرية جمعاء لم تتمكن على مر العصور من رؤية القمر وهو يدور حول نفسه بشكل طبيعي، وذلك لظاهرة فلكية فريدة تُعرف باسم "القفل المدّي".
هذه الظاهرة الفريدة تحدث لأن القمر يستغرق نفس المدة الزمنية تماماً للدوران حول محوره وحول الأرض، مما يجعلنا نرى دائماً نفس الوجه القمري. وكأن قمرنا الجميل يخفي وجهه الآخر في رقصة كونية متناغمة مع كوكبنا الأزرق.
لكن التطور التكنولوجي المذهل في عصرنا الحديث، وبفضل الصور عالية الدقة التي التقطتها المركبات والأقمار الفضائية، تمكن العلماء أخيراً من إنتاج تصور بصري مذهل يُظهر لأول مرة حركة القمر الدورانية الكاملة حول نفسه، في مشهد يحبس الأنفاس ويفتح نافذة جديدة على أقرب جيراننا في الفضاء.