في عالم يتسارع فيه النمو الاقتصادي بشكل جنوني، يظهر صوت مختلف يدعو إلى التباطؤ والتفكير في نموذج اقتصادي بديل. إنه صوت كوهي سايتو، أستاذ الفلسفة والمتخصص في الماركسية، الذي أثار كتابه "رأس المال في عصر الأنثروبوسين" ضجة كبيرة في اليابان وحول العالم
في مقابلة مع موقع Grist، يشرح سايتو أفكاره حول "شيوعية التراجع" التي تهدف إلى إعادة توزيع الموارد والانتقال إلى نظام اقتصادي أبطأ يعطي الأولوية لرفاهية الإنسان والكوكب. يرى سايتو أن النموذج الاقتصادي الحالي القائم على الاستهلاك والإنتاج المستمرين قد أدى إلى تفاقم أزمة المناخ وعدم المساواة العالمية.
بدلاً من التركيز فقط على التكنولوجيا الخضراء، يقترح سايتو تقليل الاستهلاك غير الضروري وإعادة توجيه الموارد نحو تلبية الاحتياجات الأساسية للجميع. وهذا يعني تقليل إنتاج السلع غير الضرورية مثل الطائرات الخاصة، وتوفير خدمات مجانية مثل الإنترنت والنقل العام والتعليم والرعاية الصحية.
يعترف سايتو بأن هذه الرؤية قد تبدو طوباوية، لكنه يرى أن الاعتقاد باستمرار الرأسمالية في ظل تزايد الكوارث الطبيعية والتضخم والحروب هو أيضاً نوع من الطوباوية. ويشير إلى تزايد الدعم للحركات البيئية الراديكالية كدليل على تغير التصورات.
في النهاية، يهدف سايتو إلى تقديم قيم ومبادئ جديدة لمجتمع أكثر ديمقراطية واستدامة. وبينما قد لا نرى تغييراً فورياً، فإن تراكم هذه الأفكار الجديدة قد يؤدي إلى تأثير كبير مع مرور الوقت. ربما حان الوقت لإعادة التفكير في علاقتنا بالاقتصاد والنمو، والبحث عن طرق أكثر توازناً للعيش والازدهار على كوكبنا.