غضب المواطنين على تويتر: تحليل ظاهرة اجتماعية معاصرة

أضيف بتاريخ 01/08/2025
مدونة المَقالاتيّ

يشهد موقع التواصل الاجتماعي تويتر تناميًا متزايدًا لظاهرة التعبير عن الغضب المواطني، حيث أصبحت المنصة ساحة رئيسية للتعبير عن السخط والاحتجاج الاجتماعي.



وفقاً لدراسة نشرت في مجلة Quaderni، فإن ظاهرة الغضب الرقمي تعكس تحولات عميقة في المجتمعات المعاصرة وطرق التعبير عن الاحتجاج السياسي والاجتماعي.

يعكس هذا الغضب الرقمي حالة الإحباط الاجتماعي والاقتصادي المتنامي في المجتمعات المعاصرة. فالأزمات الاقتصادية المتتالية، وتزايد الهشاشة الاجتماعية، وضعف الثقة في المؤسسات التقليدية، كلها عوامل تغذي مشاعر السخط العام.

توفر منصة تويتر مساحة للتعبير المباشر والفوري عن المشاعر دون وسيط، مما يجعلها أداة مثالية للتنفيس عن الغضب. فخصائص المنصة التقنية تسمح للمستخدمين بالتعبير عن غضبهم بطرق مبتكرة ومؤثرة عبر الهاشتاغات والرموز التعبيرية والحروف الكبيرة.

يساهم غياب التواصل المباشر وجهاً لوجه في تحرير المستخدمين من القيود الاجتماعية المعتادة، مما يؤدي إلى ما يسمى بـ "تأثير عدم الكبح على الإنترنت". هذا التحرر من القيود الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى تعبيرات أكثر حدة عن الغضب.

يتجلى الغضب على تويتر من خلال استخدام الهاشتاغات الغاضبة، وتوظيف الحروف الكبيرة للتأكيد، واستخدام علامات الترقيم المتكررة، وتوظيف الرموز التعبيرية الدالة على الغضب. لكن هذا الغضب الرقمي ليس مجرد تنفيس عاطفي، بل يمكن أن يتحول إلى قوة للتغيير الاجتماعي عندما يتم تنظيمه وتوجيهه بشكل صحيح، كما حدث في حركات احتجاجية عديدة حول العالم.

إن تحول الغضب الفردي إلى صوت جماعي على منصات التواصل الاجتماعي يمثل ظاهرة جديدة في تاريخ الحركات الاجتماعية، حيث يصبح الفضاء الرقمي ساحة حقيقية للتعبير عن المطالب والاحتجاجات الشعبية.