كشف سقوط نظام بشار الأسد عن حجم تجارة الكبتاغون في سوريا، حيث تحولت البلاد إلى دولة مخدرات حقيقية تحت حكم عائلة الأسد. فقد كانت سوريا مسؤولة عن نحو 80% من الإنتاج العالمي لهذا العقار المخدر، في صناعة أدارها ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع وقائد الفرقة الرابعة في الجيش، وحققت عائدات هائلة تراوحت بين 5.7 و57 مليار دولار.
وبعد سقوط النظام، اكتشف مقاتلو هيئة تحرير الشام منشآت إنتاج ضخمة قرب دمشق، حيث عثروا على مستودعات تخفي حبوب الكبتاغون داخل مكونات كهربائية، ومنشآت عسكرية تحوي مخزونات كبيرة من المخدر، فضلاً عن معدات صناعية للإنتاج على طول الساحل السوري.
وفي محاولة لمعالجة تداعيات هذا الوضع، عُقد اجتماع دولي في العقبة بالأردن في 14 ديسمبر 2024، جمع ممثلين عن 13 دولة بينها تركيا والولايات المتحدة، إضافة إلى دبلوماسيين من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي. وشدد المجتمعون على أهمية الانتقال السياسي السلمي في سوريا، ودعم عملية يقودها السوريون أنفسهم، وضمان حكومة شاملة تحترم حقوق الأقليات، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة لتجنب الفوضى.
ورغم سقوط نظام الأسد، يحذر الخبراء من احتمال انتقال تجارة الكبتاغون إلى الدول المجاورة. وتبقى سلطات دول الخليج متيقظة لهذا التهديد، حيث تجمع بين القمع والعلاج لمكافحة هذه الآفة التي تؤثر بشكل خاص على شبابها.