في تحول تاريخي غير مسبوق، انهار نظام الأسد في سوريا بعد حكم عائلي دام 54 عاماً. وأصبحت هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (الجولاني) القوة المسيطرة في البلاد.
ووفقاً لتقرير مجموعة الأزمات الدولية، يعزى هذا التحول الجذري إلى عدة عوامل حاسمة، أبرزها تفكك الجيش السوري وانسحاب الدعم الروسي والإيراني، إضافة إلى هجوم خاطف نفذته هيئة تحرير الشام. وشهدت القوات المسلحة السورية انهياراً سريعاً مع فرار أعداد كبيرة من جنودها أو انضمامهم إلى صفوف المعارضة.
ورغم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، نجحت هيئة تحرير الشام حتى الآن في فرض النظام في المناطق التي سيطرت عليها، بما فيها دمشق والمناطق الساحلية ذات الأغلبية العلوية. وتعهد الشرع في خطاب تاريخي بحماية الأقليات وتشكيل حكومة جامعة.
وتواجه سوريا الجديدة تحديات أمنية خطيرة في شمال شرق البلاد، حيث تستمر المواجهات بين الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية الكردية. كما سُجلت حوادث عنف طائفي، خاصة في محافظة حماة.
وعلى الصعيد الإقليمي، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على سوريا، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من القدرات العسكرية السورية. وأعربت دول الجوار، وخاصة العراق والأردن، قلقها من عدم الاستقرار المحتمل وصعود التيارات الإسلامية.
ويمثل التحدي المصيري أمام هيئة تحرير الشام هو إثبات قدرتها على حماية جميع المكونات السورية وتأسيس حكم تمثيلي، مع ضرورة إعادة النظر في العقوبات الدولية المفروضة على سوريا لتمكين عملية إعادة الإعمار.