كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي عن تحولات جذرية تشهدها سوريا في المرحلة الراهنة. فبعد أكثر من نصف قرن من الحكم العائلي، شهدت البلاد انهياراً مفاجئاً لنظام بشار الأسد، في تطور تاريخي غير مسبوق.
وفي خضم هذه التحولات العميقة، برزت هيئة تحرير الشام كقوة رئيسية على الأرض، حيث تمكنت من السيطرة على مدن استراتيجية مثل حمص ودمشق. ويأتي تعيين محمد البشير لقيادة الحكومة المؤقتة حتى مطلع مارس 2025 كمحاولة لإرساء الاستقرار المؤسسي وإعادة تأهيل البنية التحتية المنهارة.
وعلى الصعيد الإقليمي، تتشابك المصالح وتتعقد المعادلات. فتركيا تسعى للموازنة بين أمنها القومي واحترام السيادة السورية، بينما تواصل إسرائيل مراقبة الممرات البرية الاستراتيجية. أما روسيا، فتحرص على حماية قواعدها العسكرية في حميميم وطرطوس، في حين تحافظ الولايات المتحدة على وجودها شرق الفرات لمكافحة فلول داعش.
وتبقى قضية العدالة الانتقالية وتوثيق الانتهاكات السابقة من أبرز التحديات الراهنة. فحماية الأرشيف وأدلة الجرائم المرتكبة تشكل خطوة محورية نحو الاعتراف بمعاناة السوريين وبناء مستقبل أكثر إنصافاً.