يتحول الفن في السجون السورية إلى شريان حياة، حيث يلجأ المعتقلون إلى الإبداع كملاذ أخير للحفاظ على إنسانيتهم وسط ظروف لا إنسانية. في زنازين سجن عدرا، استطاعت الفنانة عزة أبو ربيعة أن تحول قلماً وورقة بسيطة إلى نافذة أمل، راسمة وجوه زميلاتها السجينات اللواتي حُرمن من رؤية انعكاس صورهن في المرآة لسنوات.
"الفن لا يحررنا من السجن فحسب، بل يحرر روحنا من قيود الخوف والصمت."
وفي سجن صيدنايا، وجد رياض أفلار في الموسيقى والمسرح طريقاً للشفاء من جراح الاعتقال العميقة. أما نجاح البوقاعي، أستاذ الفنون الجميلة السابق، فقد حول معاناته إلى لوحات تصور بصدق مروع أجساداً نحيلة ومعذبة، موثقاً بريشته ما عجزت الكلمات عن وصفه.
تتحول اللوحات والرسومات التي أنتجها هؤلاء الفنانون إلى شهادات حية على فظائع السجون السورية، محفوظة في ذاكرة التاريخ كدليل دامغ على انتهاكات حقوق الإنسان. وتبقى هذه الأعمال الفنية صرخة مدوية في وجه الظلم، تؤكد أن الإبداع قادر على اختراق أسوار السجون مهما علت.