وفقاً لتقرير نشره موقع كوريي أنترناسيونال، تتجدد القصة القديمة للعلاقة المعقدة بين المال والسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، مع ظهور تحالف جديد بين إيلون ماسك ودونالد ترامب.
في مشهد يعيد إلى الأذهان حقبة جون روكفلر وهنري فورد، يظهر أغنى رجل في العالم اليوم كظل للرئيس السابق والمرشح المحتمل للرئاسة. لقاءات في مار-آ-لاغو، مكالمات هاتفية مع قادة العالم، وتصريحات متبادلة تعكس تقارباً متزايداً بين الرجلين. ثروة ماسك التي تتجاوز 300 مليار دولار، وإمبراطوريته التي تمتد من السيارات الكهربائية إلى الفضاء والاتصالات، تجعله قوة لا يستهان بها في المشهد السياسي الأمريكي.
لكن التاريخ الأمريكي يكشف أن العلاقة بين رجال الأعمال والرؤساء كانت دائماً متقلبة. فقد شهد روكفلر نفسه كيف تحول صديقه الرئيس ماكينلي إلى خصم شرس بعد اغتياله وتولي ثيودور روزفلت الرئاسة. وعانى هنري فورد من صدامات مع وودرو ويلسون وفرانكلين روزفلت رغم نفوذه الاقتصادي الهائل.
في المقابل، نجح آخرون في التكيف مع تغير الإدارات. لو واسرمان، قطب هوليوود، حافظ على نفوذه عبر عدة رؤساء. ولي إياكوكا، رئيس كرايسلر السابق، تمكن من التعامل مع الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. وحتى عمالقة التكنولوجيا المعاصرين مثل بيل غيتس وتيم كوك تعلموا فن التعامل مع واشنطن.
أما ماسك، فقد انتقل من انتقاد ترامب إلى التحالف معه، في تحول يعكس براغماتية سياسية تذكرنا بتاريخ طويل من العلاقات المتقلبة بين المال والسلطة في أمريكا. لكن السؤال يبقى: هل يمكن لهذا التحالف بين شخصيتين قويتين أن يصمد في بيت أبيض لا يتسع عادة لأكثر من زعيم واحد؟