"ساتورن يلتهم ابنه": لوحة غويا التي هزت تاريخ الفن

أضيف بتاريخ 12/12/2024
مدونة المَقالاتيّ

في عمق الظلام وبين جدران منزله المعروف بـ "كينتا ديل سوردو"، رسم الفنان الإسباني فرانسيسكو غويا واحدة من أكثر اللوحات إثارة للقلق في تاريخ الفن. "ساتورن يلتهم ابنه"، تلك اللوحة المرعبة التي أنجزها بين عامي 1819 و1823، تعد جزءاً من سلسلة أعماله الشهيرة "اللوحات السوداء".



تصور اللوحة الإله الروماني ساتورن في مشهد مروع: عيناه جاحظتان في الظلام، يمسك بجسد ابنه الممزق بين يديه، وقد التهم رأسه وذراعه الأيسر بالفعل. الدماء تسيل من الجسد الشاحب، وأصابع ساتورن تغوص في ظهر فريسته بوحشية لا توصف.

هذا العمل المؤلم يعكس الحالة النفسية المضطربة للفنان في أواخر حياته، حيث عانى من المرض والصمم وشهد أهوال الحروب. وقد قدم النقاد تفسيرات متعددة للوحة: فمنهم من رآها استعارة للزمن الذي يلتهم كل شيء، وآخرون اعتبروها تعليقاً على الصراع بين الشباب والشيخوخة، أو نقداً سياسياً لإسبانيا التي "تلتهم" أبناءها في خضم الحروب والثورات.