سقوط الأسد يغير موازين القوى في الشرق الأوسط

أضيف بتاريخ 12/09/2024
مدونة المَقالاتيّ

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "كوريي إنترناسيونال" الفرنسية، فإن انهيار النظام السوري يسرع من تراجع النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، في حين يبدو أن تركيا لعبت دوراً حاسماً في هذا السقوط. ورغم أن الصحافة الإقليمية لا تأسف على سقوط الديكتاتور الأسد، إلا أنها تتخوف من المسار الذي قد يتخذه الإسلاميون المسيطرون على قوات المعارضة.



في تطور دراماتيكي لم يكن متوقعاً قبل أيام قليلة، أعلنت جماعات المعارضة السورية عبر التلفزيون الرسمي السوري سقوط "الطاغية" بشار الأسد. وقد أكد الكرملين أن الأسد "استقال من منصبه" وغادر البلاد.

يمثل هذا التحول المفاجئ ضربة قاسية لحلفاء النظام السوري الرئيسيين، إيران وروسيا. وكما يقول جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا: "كانت سوريا ركيزة النفوذ الإيراني والروسي في المشرق. واليوم، يمكن للجميع أن يروا أن الجمهورية الإسلامية وأصدقاءها في موسكو في حالة صدمة".

وقد سارع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى استغلال الموقف، مؤكداً أن "روسيا وإيران أضعف الآن" وداعياً فلاديمير بوتين إلى "وقف فوري لإطلاق النار ومفاوضات" مع أوكرانيا.

لكن الضربة تبدو أشد وطأة على طهران، حيث كانت سوريا تحت حكم الأسد بمثابة جسر حيوي يربط إيران بحزب الله ويلعب دوراً رئيسياً في نقل الأسلحة والذخائر إلى التنظيم اللبناني.

ويبرز الدور التركي كعامل حاسم في هذا التحول، حيث يظهر الرئيس رجب طيب أردوغان كالمحرك الرئيسي وراء "هذه المغامرة المذهلة" للمعارضة السورية. وقد نجح في فرض "انضباط صارم" على تحالف القوات السورية، مما جعلها "أكثر قبولاً في نظر الغرب".

غير أن المخاوف تتزايد من احتمال سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة على دمشق، وخاصة هيئة تحرير الشام التي تنفي حالياً ارتباطها بتنظيم القاعدة. ورغم محاولات قائدها أبو محمد الجولاني "تقديم صورة أكثر اعتدالاً"، إلا أن المحللين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط لا يزالون متشككين، مستذكرين التجربة المريرة مع طالبان في أفغانستان.