قصة الجندي الفنلندي: رحلة البقاء تحت تأثير المخدرات في الحرب العالمية الثانية

أضيف بتاريخ 11/29/2024
مدونة المَقالاتيّ


تُعد قصة آيمو كويفونن واحدة من أغرب قصص البقاء على قيد الحياة في الحرب العالمية الثانية، حيث تكشف عن جانب مظلم من استخدام المنشطات في العمليات العسكرية. في 18 مارس 1944، خلال حرب الاستمرار بين فنلندا والاتحاد السوفيتي، وجد كويفونن نفسه في موقف عصيب أدى إلى تجربة لا تُصدق.

كان كويفونن يحمل مخزون وحدته من عقار البيرفيتين، وهو نوع من الميثامفيتامين استُخدم للحفاظ على يقظة الجنود. وفي لحظة يأس، وأثناء محاولته الهروب من القوات السوفيتية، ابتلع عن طريق الخطأ 30 حبة دفعة واحدة. هذه الجرعة المفرطة أطلقت سلسلة من الأحداث المذهلة التي استمرت لأكثر من أسبوعين.

خلال رحلته الملحمية، قطع كويفونن مسافة 400 كيلومتر في ظروف شتوية قاسية. نجا من الألغام الأرضية، وتغذى على براعم الصنوبر والطيور النيئة، وظل يهذي تحت تأثير المخدر القوي. عندما تم العثور عليه أخيراً، كان وزنه قد انخفض إلى 43 كيلوغراماً فقط، مع معدل ضربات قلب خطير.

لم تكن هذه الحادثة معزولة في سياق الحرب العالمية الثانية. فقد كان استخدام المنشطات العسكرية منتشراً، خاصة بين القوات الألمانية التي اعتمدت بشكل كبير على البيرفيتين. لكن قصة كويفونن تبقى شهادة فريدة على مخاطر المخدرات العسكرية وقدرة الإنسان على البقاء في أقسى الظروف.

تُعتبر هذه القصة اليوم درساً تاريخياً مهماً حول مخاطر استخدام المنشطات في الحروب، وتذكيراً قوياً بالتكلفة البشرية للنزاعات المسلحة. كما أنها تسلط الضوء على فترة مظلمة من تاريخ الطب العسكري، حيث كان التجريب بالعقاقير الخطرة أمراً شائعاً في ساحات المعارك.