تجسد لوحة "المشردون" التي رسمها الفنان البريطاني توماس بنجامين كينينغتون عام 1890 قصة مؤثرة عن المعاناة الإنسانية في شوارع لندن الفيكتورية. وتعد هذه اللوحة واحدة من أهم الأعمال الفنية التي وثقت محنة المشردين في نهاية القرن التاسع عشر.
يصور العمل الفني مشهداً مؤلماً لامرأة تحتضن طفلاً منهكاً من البرد والتعب، جالسين على رصيف في أجواء حضرية قاتمة وضبابية. وقد استخدم كينينغتون مهاراته الفنية الاستثنائية لإبراز تفاصيل وجوههم المتعبة وملابسهم البالية، مما يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشونها.
لقد كان كينينغتون، الذي عُرف بنشاطه الاجتماعي، شديد التأثر بمظاهر الفقر المنتشرة في لندن آنذاك. وقد حظيت لوحته باهتمام كبير من النقاد، حيث وصفتها صحيفة "ملبورن أرغوس" بأنها "مليئة بالعاطفة... قصيدة وعظة في آن واحد". كما أشادت صحيفة "ذا إيج" بقدرة الفنان على تصوير معاناة طبقة اجتماعية بأكملها من خلال تعابير وجه الطفل.
وتُعد هذه اللوحة جزءاً من سلسلة أعمال كينينغتون التي تناولت قضايا الفقر والتشرد، مثل لوحتي "الأرامل واليتامى" (1888) و"قرصة الفقر" (1891). وقد نجح من خلال هذه الأعمال في تسليط الضوء على الظروف الاجتماعية القاسية التي كانت سائدة في ذلك العصر، محاولاً إيقاظ الضمير الجمعي تجاه هذه القضايا الإنسانية الملحة.