يعد هوس نتف الشعر، أو ما يعرف طبياً باسم "التريكوتيلومانيا"، اضطراباً نفسياً يتميز برغبة قهرية لا يمكن مقاومتها في نتف شعر الرأس أو الجسم. يظهر هذا الاضطراب من خلال سلوك متكرر ينتج عنه نتف الشعر من مناطق مختلفة في الجسم، بما في ذلك فروة الرأس والحواجب والرموش، وقد يمتد ليشمل مناطق أخرى من الجسم.
يعاني المصابون بهذا الاضطراب من أعراض واضحة تشمل مناطق صلع ظاهرة في أماكن نتف الشعر. وغالباً ما يمر المريض بفترات متناوبة من النشاط المكثف لنتف الشعر تتخللها فترات من الهدوء النسبي. ومن المثير للاهتمام أن هذا السلوك قد يحدث بشكل تلقائي، وأحياناً دون وعي كامل من الشخص المصاب.
تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب، حيث يلعب التوتر والقلق دوراً محورياً في تطوره. كما أن الصدمات النفسية والاستعداد الوراثي يمكن أن يسهما في ظهور المرض. وقد أظهرت الأبحاث الطبية أن اختلال توازن الناقلات العصبية في الدماغ، وخاصة السيروتونين والدوبامين، قد يكون عاملاً مهماً في تطور هذه الحالة.
يعتمد علاج هوس نتف الشعر على نهج متعدد الجوانب، حيث يشكل العلاج المعرفي السلوكي حجر الزاوية في خطة العلاج، وخاصة تقنية عكس العادة. وفي بعض الحالات، قد يصف الأطباء مضادات الاكتئاب للمساعدة في السيطرة على الأعراض. كما تلعب تقنيات إدارة التوتر، مثل التأمل والاسترخاء، دوراً مهماً في دعم العلاج.
تشير الإحصاءات إلى أن هذا الاضطراب يؤثر على ما بين 1 إلى 2% من السكان، مع ملاحظة أن النساء يشكلن النسبة الأكبر من المصابين، حيث تصل نسبتهن إلى 90% من الحالات المسجلة بين البالغين. ويمكن لهذا الاضطراب أن يترك آثاراً عميقة على الثقة بالنفس والحياة الاجتماعية للمصابين، مما يجعل التشخيص المبكر والعلاج المناسب أمراً بالغ الأهمية.