يكشف تحليل نشرته مارا كارلين في مجلة "فورين أفيرز" المرموقة عن تحول جوهري في طبيعة النزاعات المسلحة المعاصرة، مشيرة إلى عودة مقلقة لمفهوم الحرب الشاملة. وكما أشار المفكر العسكري كارل فون كلاوزفيتز، فإن الحرب في تطور مستمر، حيث يفرض كل عصر ظروفه وتحدياته الخاصة على طبيعة الصراعات.
نشهد اليوم عودة قوية لمفهوم الحرب الشاملة في المشهد الجيوسياسي العالمي، حيث تتميز هذه الحقبة الجديدة بتعبئة شاملة للموارد الوطنية ومشاركة جميع قطاعات المجتمع. وتتجلى هذه التحولات في النزاعات المعاصرة التي تتطلب تكييفاً جذرياً في استراتيجيات الدفاع والأمن العالمي.
يكمن التحدي الرئيسي في صعوبة التنبؤ بأشكال النزاعات المستقبلية. فكما يشير تحليل كارلين، غالباً ما تكون التغييرات في طبيعة الحرب غير متوقعة ولا تتضح إلا بمنظور تاريخي. هذا الغموض يستدعي استعداداً أعمق ومرونة أكبر في أنظمة الدفاع الوطنية والدولية.
وفي ظل هذه التحولات العميقة، يصبح من الضروري إعادة تقييم المفاهيم التقليدية للأمن والدفاع. فالتحديات الأمنية المعاصرة تتجاوز الحدود التقليدية للصراع العسكري لتشمل مجالات جديدة كالفضاء السيبراني والحرب الاقتصادية والدعاية المعلوماتية، مما يتطلب استجابة شاملة ومتكاملة من المجتمع الدولي.