في تطور سياسي مثير، عاد دونالد ترامب إلى الساحة السياسية الأمريكية بفوز تاريخي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024. وقد أجمعت وسائل الإعلام الأمريكية، بما فيها المنابر الليبرالية، على وصف هذا النصر بأنه "عودة لا تصدق" لرجل تحدى كل التوقعات.
وصفت صحيفة "يو إس إيه توداي" عودته بأنه "ولد من الرماد"، بينما عنونت صحيفة نيويورك تايمز "عودة ترامب المدوية". وأصبح ترامب بذلك أول رئيس سابق يعود إلى البيت الأبيض منذ غروفر كليفلاند في عام 1892، في إنجاز وصفه نائبه جاي دي فانس بأنه "أعظم عودة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة".
قبل أربع سنوات، كان ترامب "منبوذاً" في الأوساط السياسية، خاصة بعد أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021. لكنه تمكن من تحويل هذه المحنة إلى فرصة، مستفيداً من قاعدة شعبية أوسع مما توقع معارضوه، كما أشارت صحيفة واشنطن بوست.
وتجدر الإشارة إلى أن مسيرة ترامب حافلة بقصص النجاح بعد الإخفاق، فرغم إفلاس بعض مشاريعه العقارية، استطاع بناء شهرته من خلال برنامج تلفزيون الواقع "المتدرب". واليوم، يدخل التاريخ كأول رئيس يعود إلى البيت الأبيض بعد إجراءين للعزل وإدانة جنائية.
يرى محللو نيويورك تايمز أن ترامب كان دائماً مستشار نفسه الاستراتيجي، متحدياً النصائح التقليدية وجاعلاً من الانتقام محوراً لمشروعه السياسي. حتى صورته الجنائية الشهيرة (mugshot) حولها أنصاره إلى رمز للاضطهاد السياسي المزعوم.
وهكذا، أثبت ترامب أن ما يميز شخصيته السياسية - من تصريحات مثيرة للجدل وخطاب حاد - هو نفسه ما يضمن له النجاح السياسي. وقد أدركت وسائل الإعلام الأمريكية هذه المرة قوة هذه الظاهرة السياسية الفريدة.
المصدر: مقال لكلوي بويرا في صحيفة كوريي إنترناسيونال