استكشفت دراسة حديثة نُشرت في *قضايا حالية في علم نفس الشخصية* كيف يمكن للاستماع إلى الموسيقى أن يساعد في تخفيف المشاعر السلبية بعد مهمة مُجهدة، مع التركيز بشكل خاص على دور العصابية. وهي كما عرفها هانز آيزنك، سمة شخصية تتميز بعدم الاستقرار العاطفي والقلق الشديد. كشفت هذه الدراسة أن تأثيرات الموسيقى المضادة للتوتر كانت أكثر وضوحًا لدى الأفراد الذين يتسمون بمستويات منخفضة من العصابية.
شملت الدراسة 79 طالبًا جامعيًا في هونج كونج، تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، من ضمنهم 58 امرأة. تم تقييم المشاركين باستخدام استبيان الشخصية لآيزنك لتحديد ميولهم العصابية وتم تقسيمهم إلى مجموعات ذات عصابية عالية ومنخفضة. ثم أكملوا مقياس التأثيرات الإيجابية والسلبية (PANAS) لتقييم مشاعرهم الحالية وتم قياس معدل ضربات قلبهم.
تم إخضاع المشاركين لاختبار الإجهاد بالغناء (SSST)، وهي مهمة معروفة بإثارة التوتر، حيث يتعين عليهم غناء أغنية. بعد هذه المهمة، تم إعادة تقييم مشاعرهم ومعدلات ضربات قلبهم. ثم استمعوا إلى *كانون في دي رئيسي* لباشيلبيل، وتم قياس مشاعرهم ومعدلات ضربات قلبهم مرة أخرى.
أظهرت النتائج أن المشاعر السلبية ومعدلات ضربات القلب زادت في كلا المجموعتين بعد اختبار الإجهاد بالغناء (SSST). ومع ذلك، بعد الاستماع إلى الموسيقى، انخفضت هذه المستويات إلى أقل قليلاً من القيم الأساسية التي تم قياسها في بداية الدراسة. كان هذا الانخفاض أكثر وضوحًا لدى الأفراد الذين يتسمون بمستويات منخفضة من العصابية.
خلص مؤلفو الدراسة إلى أنه على الرغم من أن كلا المجموعتين شعرتا بتقليل التوتر بعد الاستماع إلى الموسيقى، إلا أن هذا التخفيض كان أكثر تأثيرًا لدى أولئك الذين لديهم ميول عصابية منخفضة. وهذا يشير إلى أن الأشخاص الأقل عصابية يستفيدون أكثر من تأثيرات الموسيقى المهدئة.
تساهم هذه الدراسة في الفهم العلمي للعلاقات بين العصابية وردود الفعل على التوتر الخفيف. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن تصميم الدراسة لم يتضمن توازنًا بين المجموعات أو مجموعات ضابطة. وبالتالي، يبقى من غير المؤكد ما إذا كان تخفيض المشاعر السلبية بعد الاستماع إلى الموسيقى يرجع إلى الموسيقى نفسها أو ببساطة إلى التعافي الطبيعي من التوتر.