يمثل منح البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف لعام 2024 للمعارضين الفنزويليين ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو غونزاليس أوروتيا علامة فارقة في الاعتراف الدولي بالأزمة السياسية التي تعصف بفنزويلا. فقد منح البرلمان الأوروبي أرفع جوائزه في مجال حقوق الإنسان لهاتين الشخصيتين البارزتين في المعارضة الفنزويلية تقديراً لنضالهما من أجل الديمقراطية والتحول السلمي للسلطة.
وتأتي هذه الجائزة في خضم أوضاع سياسية متوترة في فنزويلا، حيث أعلنت الحكومة فوز نيكولاس مادورو بنسبة 52% من الأصوات دون تقديم إحصاءات دقيقة، في حين تؤكد المعارضة فوز إدموندو غونزاليس بنسبة 67% من الأصوات. وقد شهدت الفترة التي أعقبت الانتخابات موجة قمع شديدة، حيث تم اعتقال أكثر من 2400 شخص خلال المظاهرات، وسقط 25 قتيلاً و192 جريحاً.
ويواجه الفائزان بالجائزة أوضاعاً صعبة، حيث تعيش ماريا كورينا ماتشادو في الخفاء خوفاً على سلامتها، بينما لجأ إدموندو غونزاليس أوروتيا إلى إسبانيا بعد صدور مذكرة توقيف بحقه. وقد أثار هذا الوضع ردود فعل دولية واسعة، حيث دعا الاتحاد الأوروبي وعدة دول إلى إجراء تحقيق مستقل في نتائج الانتخابات، واعترفت بغونزاليس رئيساً شرعياً لفنزويلا، كما أدانت انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام.