في قرية كوتلياركا الأوكرانية، تجسدت قصة فريدة تعكس نهجاً مبتكراً في التعامل مع إرث الحقبة السوفيتية. فبدلاً من تدمير تمثال فلاديمير لينين كما حدث في أماكن كثيرة بأوكرانيا، اختار سكان القرية تحويله إلى تمثال للشاعر الوطني تاراس شيفتشينكو، في خطوة تجمع بين الحفاظ على التراث المعماري وإعادة تشكيل الهوية الثقافية.
تميزت عملية التحول بدقة فنية ملحوظة، حيث شملت تعديلات جوهرية على ملامح التمثال. تم تغيير شكل الذقن وإزالة القبعة الشيوعية واستبدالها بكتاب "كوبزار" الشهير، كما تم تحويل السترة الرسمية إلى معطف تقليدي يعكس الطابع الأوكراني الأصيل.
يأتي هذا المشروع الإبداعي في سياق حركة إزالة الشيوعية الواسعة التي شهدتها أوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وخاصة بعد أحداث 2014. وتشير الإحصائيات إلى إزالة نحو 965 تمثالاً للينين بين عامي 2013 و2016، من أصل 5500 تمثال كانت موجودة في عام 1991. اليوم، لم يتبق سوى تمثال أو اثنين في منطقة تشيرنوبيل.
يمثل هذا التحول رمزية عميقة في المجتمع الأوكراني، حيث يجسد الانتقال من رمز النظام السوفيتي إلى أيقونة الثقافة الأوكرانية المعاصرة. فشيفتشينكو، الذي يعتبر أب الأدب الأوكراني الحديث، يمثل روح النهضة الثقافية والهوية الوطنية التي تسعى أوكرانيا لتأكيدها في العصر الحديث.