أثار قرار منح هانا شيلر، الطالبة في أكاديمية الفنون الجميلة بنورمبرغ، جائزة الطلاب الفيدرالية للفنون موجة من الجدل في الأوساط السياسية والثقافية الألمانية. تأتي هذه الضجة في وقت تواجه فيه شيلر محاكمة في ميونيخ بتهم خطيرة تشمل الشروع في القتل وعضوية تنظيم متطرف.
تبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 48 ألف يورو، منها 30 ألف يورو كمكافأة نقدية مباشرة من أموال دافعي الضرائب، و18 ألف يورو كمنحة للمشاركة في معرض فني مقرر إقامته في بون خلال نوفمبر المقبل. وتواجه شيلر حالياً اتهامات بالمشاركة في أنشطة "عصابة المطرقة"، وهي مجموعة يسارية متطرفة تُعرف بهجماتها العنيفة ضد من يُشتبه في انتمائهم لليمين المتطرف.
وتتهم النيابة العامة شيلر بالمشاركة المباشرة في هجوم عنيف، حيث قامت بتثبيت أحد الضحايا أثناء تعرضه للضرب المبرح حتى فقد وعيه. كما تشير التحقيقات إلى تورطها في هجوم آخر وقع في بودابست عام 2023، أسفر عن إصابة تسعة أشخاص.
رغم خطورة الاتهامات، أشادت لجنة التحكيم بأعمال شيلر الفنية، وخاصة عملها المسمى "سجادة" المصنوع من شعر النساء، معتبرة أنه يستكشف "آليات القوة والعنف البنيوية والواقعية" ويتناول قضايا معاصرة مثل صعود اليمين وأزمة اللاجئين والتمييز الجنسي البنيوي.
وقد دافعت أكاديمية الفنون عن قرار ترشيح شيلر للجائزة، مؤكدة تمسكها بمبدأ "قرينة البراءة" حتى صدور الحكم النهائي. أما وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية، التي تمول الجائزة، فقد أعلنت أنها لم تكن على علم بتفاصيل القضية إلا مؤخراً، وأنها تدرس حالياً مع شركائها جميع الملابسات لاتخاذ قرار بشأن مصير الجائزة.
تعكس هذه القضية المثيرة للجدل التوتر المتصاعد في المجتمع الألماني حول العلاقة بين حرية التعبير الفني والالتزام بالقيم الديمقراطية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا العنف السياسي والتطرف.