يشهد الطب النفسي حالة نادرة تثير اهتمام الباحثين والأطباء على حد سواء، وهي متلازمة تحول الإنسان إلى بقر أو ما يعرف طبياً باسم "بوانثروبيا". هذه الحالة النفسية المعقدة تدفع المصاب إلى الاعتقاد الراسخ بأنه تحول إلى بقرة أو ثور.
وفقاً للدراسات المنشورة في المجلة الطبية النفسية، تتجلى هذه المتلازمة في مجموعة من الأعراض المميزة، حيث يبدأ المريض في تقليد سلوكيات الأبقار بشكل تلقائي. يمشي على أربع، ويتغذى على العشب، ويصدر أصواتاً تشبه خوار البقر، في تحول درامي عن السلوك البشري المعتاد.
تاريخياً، يرتبط أشهر حالات البوانثروبيا بالملك نبوخذ نصر الثاني، حيث تروي المخطوطات القديمة قصة تحوله لمدة سبع سنوات. ويرى الباحثون المعاصرون أن هذه الحالة قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب.
يصنف الأطباء النفسيون البوانثروبيا كنوع من أنواع الاضطراب التحولي الحيواني، حيث يفقد المريض هويته البشرية لصالح هوية حيوانية. وتشير الأبحاث الحديثة إلى إمكانية علاج هذه الحالة من خلال مزيج من العلاج النفسي والدوائي.