ولد طفلان في بداية شهر يناير، الأول في اليوم الأول والثاني في اليوم الثالث من الشهر نفسه. هذان الطفلان هما أول ممثلين لجيل جديد يُطلق عليه اسم "جيل بيتا". يأتي هذا الجيل بعد سلسلة من الأجيال التي شهدها العالم: جيل طفرة المواليد بعد الحرب العالمية الثانية، الجيل إكس، جيل الألفية الذين ولدوا مع ظهور الإنترنت، الجيل زد المثير للجدل، وأخيراً جيل ألفا.
يتميز جيل بيتا بأنه ولد في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي والتغيرات المناخية الحادة. سيعيش هؤلاء الأطفال في عالم تسوده وسائل النقل ذاتية القيادة والأجهزة المتصلة التي تخدم الصحة. وفقاً لعالم الديموغرافيا الأسترالي الذي ابتكر هذه التصنيفات العمرية، فإن التحدي الرئيسي الذي سيواجه جيل بيتا هو العيش في عالم مليء بالمحتوى الذي تنتجه الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب منهم التمييز بين ما هو إنساني وما هو غير ذلك.
لكن هل تكفي هذه التحديات المشتركة لتشكيل جيل بأكمله؟ يرى عالم الاجتماع سيرج غيران أن العلاقة بالتكنولوجيا هي بالفعل عامل مشترك لفئة عمرية معينة. ومع ذلك، مع ظهور الذكاء الاصطناعي، أصبحت هناك أجيال تكنولوجية داخل كل جيل تتسارع كل ثلاث إلى خمس سنوات. حتى التغيرات المناخية لا تؤثر على جميع الشباب بنفس الطريقة. فبينما يعتقد الكثيرون أن الشباب أكثر حساسية تجاه قضية التغير المناخي، إلا أن هناك أيضاً شباباً لا يعتبرونها قضية حقيقية.
في غضون عشر سنوات، سيمثل جيل بيتا 16% من سكان العالم. وبينما نرحب بهذا الجيل الجديد، نتساءل عن التحديات التي تنتظرهم في عالم سريع التغير ومليء بالتكنولوجيا المتقدمة. وكما يشير ستيفان جوردان، الذي يوجه تحية خاصة لقسم الولادة في مستشفى نانتير، فإن صرخات هؤلاء الأطفال الأوائل من جيل بيتا تعلن بداية حقبة جديدة مليئة بالإمكانيات والتحديات على حد سواء.