شكّل اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة نقطة تحول مهمة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية الروسية التركية. ففي التاسع عشر من ديسمبر 2016، وخلال افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان "روسيا بعيون الأتراك" في مركز الفنون المعاصرة، وقع حادث عنيف غير مسبوق في العاصمة التركية.
في ذلك اليوم، تمكن مولود مرت ألتنطاش، وهو شرطي تركي يبلغ من العمر 22 عاماً بملابس مدنية، من دخول قاعة المعرض مستخدماً بطاقته الشرطية، متظاهراً بأنه من الحراس الشخصيين للسفير. وبينما كان كارلوف يلقي كلمته أمام الحضور، أطلق ألتنطاش النار عليه، مما أدى إلى مقتل الدبلوماسي الروسي.
وقع الحادث في ظل مناخ دبلوماسي متوتر بالفعل، تميز بمظاهرات في تركيا ضد التدخل العسكري الروسي في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بالوضع في حلب. وتزامن هذا الحدث مع التحضير لمفاوضات ثلاثية مهمة بين روسيا وتركيا وإيران بشأن النزاع السوري.
كشف التحقيق الذي أجرته السلطات التركية أن الاغتيال كان من تدبير منظمة فتو، بهدف مفترض لزعزعة العلاقات بين أنقرة وموسكو. وانتهت المحاكمة في التاسع من مارس 2021 بإصدار أحكام بالسجن المؤبد على عدة أشخاص، من بينهم شاهين سوغوت، وهو ضابط مرتبط بمنظمة غولن.
وبشكل مفارق، لم يكن لهذا الحدث المأساوي التأثير المتوقع على العلاقات الثنائية. فقد وصف الرئيس فلاديمير بوتين الاغتيال بأنه "استفزاز" يهدف إلى تقويض تطبيع العلاقات الروسية التركية، وحافظ البلدان على تعاونهما الدبلوماسي، مما يدل على متانة روابطهما الدبلوماسية في مواجهة المحن.