بعد سقوط نظام بشار الأسد المفاجئ في غضون 12 يوماً، بدأت تلوح في الأفق بوادر عودة محتملة للملايين من اللاجئين السوريين المنتشرين في أنحاء العالم. وقد شهدت المدن الأوروبية والدول المجاورة لسوريا مظاهر احتفالية عفوية من قبل أبناء الجالية السورية، فيما بدأ البعض بالفعل رحلة العودة إلى وطنهم.
يقدر عدد اللاجئين السوريين خارج بلادهم بنحو 8 ملايين شخص، يشكلون ما يقارب ثلث سكان سوريا قبل الحرب. وتستضيف تركيا وحدها 3.5 مليون لاجئ، تليها لبنان والأردن. أما في أوروبا، فقد استقر حوالي مليون سوري، معظمهم في ألمانيا.
لكن العودة تصطدم بتحديات جسيمة. فالاقتصاد السوري منهار، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة الثلثين، ويعيش 90% من السكان تحت خط الفقر. كما أن ثلث المباني السكنية على الأقل قد دُمرت خلال سنوات الحرب.
وتختلف احتمالات العودة باختلاف ظروف اللاجئين. فالمستقرون في أوروبا، الذين اندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة وتعلم أطفالهم في مدارسها، قد يفضلون البقاء والمساهمة في إعادة إعمار بلدهم عن بعد. أما اللاجئون في دول الجوار، وخاصة في لبنان حيث يعانون من ظروف معيشية صعبة، فقد يسارعون إلى العودة رغم التحديات.