في صحراء موهافي بكاليفورنيا، جمع مهرجان روبوبالوزا الأول نخبة من أبرز خبراء الروبوتات الفضائية لاختبار التقنيات التي ستشكل مستقبلنا خارج كوكب الأرض. وقد شهد هذا الحدث الاستثنائي، الذي رعاه جزئياً معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، عرضاً مذهلاً للابتكارات التكنولوجية المتقدمة في مجال استكشاف الفضاء.
وقد شكلت المنافسة الرئيسية محور المهرجان، حيث تنافست سبع فرق دولية في قيادة المركبة الجوالة "هيليلاني" التي يبلغ وزنها 318 كيلوغراماً، في ظروف تحاكي بيئة المريخ. وقد نجح فريق أستراليا الغربية في الفوز بالمسابقة، محققاً زمناً قياسياً قدره 20 دقيقة و10 ثوانٍ.
وتضمن المهرجان عرضاً لابتكارات رائدة، من بينها إطار معدني متطور صممته شركة أسترولاب خصيصاً للتنقل على سطح القمر، إضافة إلى الروبوت "توربو" الذي طورته جامعة ألاباما، والذي يتميز بقدرته على حفر ونقل الغبار القمري.
ويبقى التحدي الأكبر الذي يواجه مطوري هذه التقنيات هو تحقيق الاستقلالية الذاتية للروبوتات. فحتى الآن، تعتبر سرعة المركبات الجوالة محدودة للغاية، حيث لم يتجاوز الرقم القياسي للمسافة المقطوعة على سطح المريخ 45 كيلومتراً خلال 14 عاماً. كما تشكل فترات التأخير في الاتصالات، التي قد تصل إلى 40 دقيقة في حالة المريخ، عائقاً كبيراً أمام العمليات التي تتم عن بُعد.
ويرى روب مولر، خبير التكنولوجيا في وكالة ناسا، أن القمر سيصبح بمثابة "محطة استراحة" فضائية للرحلات المتجهة نحو المريخ وحزام الكويكبات. وستلعب الروبوتات دوراً محورياً في بناء البنية التحتية اللازمة، حيث تتميز بقدرتها على العمل المتواصل ومقاومة الإشعاعات الفضائية.