خسارة بوتين الكبرى: كيف تهاوى النظام السوري في عشرة أيام

أضيف بتاريخ 12/14/2024
مدونة المَقالاتيّ


شهدت سوريا تحولاً تاريخياً مع سقوط نظام بشار الأسد، في حدث يمثل ضربة قاسية لروسيا ونفوذها في الشرق الأوسط. خلال عشرة أيام فقط، تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على أهم المدن السورية، بما فيها العاصمة دمشق، في تطور وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "هزيمة كبرى" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي تحليل عميق للموقف، أكدت هانا نوت، الخبيرة البارزة في الشؤون الروسية بمركز جيمس مارتن للدراسات، أن هذا التطور يمثل ضربة قاصمة للنفوذ الجيوسياسي الروسي، مع تداعيات بعيدة المدى على روسيا والشرق الأوسط بأكمله.

العلاقات السورية الروسية تمتد لعقود طويلة، منذ سبعينيات القرن الماضي، حين كان حافظ الأسد حليفاً وثيقاً للاتحاد السوفيتي. وعندما قمع بشار الأسد الاحتجاجات في بلاده عام 2011، وقفت موسكو إلى جانبه بشكل علني وحاسم. وفي عام 2015، عندما كان نظام الأسد يسيطر على جزء محدود من الأراضي السورية، تدخلت روسيا عسكرياً بضربات جوية واسعة النطاق ضد قوات المعارضة.

لكن هذه المرة، عجز الكرملين عن إنقاذ حليفه، واكتفى بتقديم ملجأ للأسد وعائلته في روسيا. وكما تقول نوت: "عقود من الاستثمارات العسكرية والسياسية الروسية لضمان النفوذ في البحر المتوسط باتت الآن على المحك. قد يتمكن بوتين من الحفاظ على بعض النفوذ في سوريا بعد الأسد، لكن ما حدث يمثل هزيمة كبرى له".