مسابقات أشباه المشاهير ("الدوبلغانغر") تزدهر في المدن العالمية الكبرى كنيويورك ولندن وأوستن. هذه الظاهرة، رغم مظهرها الترفيهي البسيط، تعكس تحولات عميقة في ثقافة وقيم مجتمعنا المعاصر.
يتنافس المشاركون في هذه المسابقات على تقليد مظهر نجوم عالميين مثل تيموثي شالاميه وهاري ستايلز وغلين باول. وبحسب الخبيرة لورين روزوارن، تتيح هذه الفعاليات للمشاركين والمشاهدين على حد سواء فرصة الانغماس في ثقافة المشاهير مع الاحتفاظ بتجربة جماعية ممتعة، دون ادعاء كونهم النجم الحقيقي.
وفي ظل الأزمات السياسية والاقتصادية العالمية، تمثل هذه المسابقات متنفساً ترفيهياً يجمع الناس في أجواء من المرح والخفة. كما تعكس هذه الظاهرة حاجة المشاركين للتأكيد الاجتماعي وتعزيز الثقة بالنفس، خاصة مع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تضخم من إمكانية انتشار هذه الفعاليات.
وعلى الرغم من أن هذه المسابقات تبدو حديثة، إلا أن جذورها تمتد إلى بدايات القرن العشرين. فمن الطريف أن تشارلي شابلن نفسه شارك في مسابقة لأشباهه في العشرينيات وحل في المركز الثالث! لكن ما يميز مسابقات اليوم هو عفويتها وانتشارها السريع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
تلعب منصات مثل إنستغرام وتيك توك دوراً محورياً في تعزيز شعبية هذه الفعاليات. فهي لا تساهم فقط في نشر الإعلانات عنها، بل تخلق أيضاً فرصاً للمشاركين للحصول على الشهرة. وقد شهدت بعض هذه المسابقات مفاجآت مثيرة، كظهور تيموثي شالاميه المفاجئ في إحدى مسابقات أشباهه في نيويورك.
ورغم أن بعض الخبراء يتوقعون تراجع هذه الظاهرة بسبب عوامل موسمية أو تجارية، إلا أنها تظل تعبيراً عن حاجة إنسانية أساسية للترفيه الجماعي والتواصل الاجتماعي. فهي ليست مجرد تقليد للمشاهير، بل هي مرآة تعكس احتياجات مجتمعية معاصرة: البحث عن المرح والانتماء والتواصل الإنساني في عالم متسارع ومجزأ.