فيكتور بيليفين ظاهرة استثنائية في الأدب الروسي المعاصر. فرغم شهرته، اختار منذ عقدين العزلة التامة عن الأضواء والإعلام، متخذاً نهجاً مغايراً لما هو سائد في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
آخر ظهور موثق لبيليفين كان في طوكيو عام 2001، حيث التُقطت له صورة مع الكاتبة تاتيانا تولستوي وفلاديمير سوروكين، مرتدياً نظارات شمسية. ومنذ ذلك الحين، أصبح وجوده الفعلي محط تكهنات وتساؤلات، رغم التأكيدات المتعددة على حقيقة وجوده.
تؤكد ناشرته أولغا أمينوفا أنها تتواصل معه هاتفياً بشكل منتظم، وإن كانت تجهل مكان إقامته. كما يحافظ المخرج فيكتور غينزبورغ، الذي قام بتحويل رواية "جيل بي" إلى فيلم، على اتصال مستمر مع الكاتب. وقد نفى الكاتب ألكسندر بيليفين بشكل قاطع الشائعات التي تشكك في وجود فيكتور بيليفين، مؤكداً أنه "شخص حقيقي من لحم ودم".
وفقاً للكاتب إدوارد غيفوركيان، فإن هذا الاختفاء من الأضواء ليس سوى استراتيجية تسويقية مدروسة. فقد أخبره بيليفين نفسه أنه يبني عمداً صورة "الحكيم المنعزل". يتجلى ذلك في رفضه المشاركة في أي فعاليات عامة وغيابه التام عن منصات التواصل الاجتماعي. حتى رواياته الجديدة تصل إلى الناشرين عبر أجهزة تخزين USB، ولا يطلع على النص سوى المحرر المسؤول.
رغم عزلته الاختيارية، يحافظ بيليفين على إنتاج أدبي منتظم، حيث يصدر رواية واحدة سنوياً منذ 2013. وقد صدرت روايته العشرون "رحلة إلى إليوسيس" في سبتمبر 2023، مؤكدة استمرار تأثيره في المشهد الأدبي الروسي، حيث تحقق كتبه مبيعات كبيرة وتثير نقاشات حيوية في الصحافة.