تشكل الطائرات الخاصة تهديداً بيئياً متصاعداً. فحسب تقرير ناشيونال جيوغرافيك، تنتج نخبة صغيرة (0.003% من سكان العالم) كميات كبيرة من انبعاثات الكربون عبر رحلاتهم الخاصة.
وتظهر الأرقام أن رحلة واحدة بطائرة خاصة قد تطلق من ثاني أكسيد الكربون في ساعة واحدة ما يعادل ما يصدره الشخص العادي في عام كامل. وقد سجل عام 2023 إجمالي انبعاثات بلغ 15.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من الطيران الخاص وحده، بمعدل 3.6 طن للرحلة الواحدة.
والمثير للقلق أن ما يقارب نصف هذه الرحلات تغطي مسافات قصيرة نسبياً، حيث أن 47.4% منها لا تتجاوز 500 كيلومتر، و18.9% أقل من 200 كيلومتر، وهي مسافات يمكن قطعها بوسائل نقل أقل ضرراً بالبيئة. وقد شهدت الفعاليات الدولية الكبرى ارتفاعاً ملحوظاً في الانبعاثات، فعلى سبيل المثال، سجلت بطولة كأس العالم 2022 في قطر 1,846 رحلة أنتجت 14,700 طن من الانبعاثات.
وتشير الإحصائيات إلى زيادة مقلقة في الانبعاثات الإجمالية للطائرات الخاصة بنسبة 46% بين عامي 2019 و2023، مدفوعة بعدة عوامل منها جائحة كوفيد-19 وتزايد ثروات الأثرياء. وفي سياق التأثير الاجتماعي والبيئي، يصل متوسط انبعاثات أغنى 50 ملياردير من رحلاتهم الخاصة السنوية إلى ما يعادل انبعاثات 300 عام للشخص العادي.
وتتصدر الولايات المتحدة، التي تمثل 4% فقط من سكان العالم، قائمة مستخدمي الطيران الخاص بنسبة 68.7% من إجمالي الحركة العالمية، مما يسلط الضوء على التفاوت الكبير في المسؤولية عن هذه الأزمة البيئية المتنامية.