في قلب الصحراء المغربية الشاسعة، تقف كثبان لالة لعلية الرملية شامخة كظاهرة جيولوجية مذهلة كشف العلماء مؤخراً أسرارها العميقة. هذا التكوين الطبيعي المهيب، الذي يعني اسمه "أعلى نقطة مقدسة" باللغة الأمازيغية، يمتد بارتفاع يصل إلى 100 متر وعرض 700 متر، محتضناً ما يقارب 5.5 مليون طن من الرمال.
تكشف الدراسات الحديثة أن تاريخ تشكل هذه الكثبان يعود إلى حوالي 13 ألف عام مضت، حيث شهدت مرحلة استقرار مهمة قبل 9 آلاف سنة بفضل مناخ أكثر رطوبة وغطاء نباتي كثيف. أما القمم العليا للكثبان، فقد تشكلت خلال الألف سنة الأخيرة، مما يدل على استمرارية تطورها عبر الزمن.
يرجع الشكل النجمي الفريد لهذه الكثبان إلى تفاعل معقد بين ثلاث رياح رئيسية: اثنتان متعاكستان تهب من الجنوب الغربي والشمال الشرقي، وثالثة ثابتة تأتي من الشرق. هذا التفاعل يدفع الكثبان للتحرك غرباً بمعدل 50 سنتيمتراً سنوياً.
استخدم الباحثون تقنية التأريخ بالتألق الضوئي لدراسة تكوين الكثبان، معتمدين على قدرة حبيبات الكوارتز على تخزين الطاقة الإشعاعية الطبيعية. هذه المنهجية العلمية المتقدمة مكنتهم من تحديد عمر الطبقات الرملية المختلفة بدقة عالية.
تكتسب هذه الدراسة أهمية بالغة في فهم المناخات القديمة وتطور العمليات الجيولوجية، كما تساهم في تخطيط البنية التحتية في المناطق الصحراوية. وكما أشارت الدراسات المنشورة في المجلات العلمية المتخصصة، فإن فهم ديناميكيات تشكل هذه الكثبان يفتح آفاقاً جديدة في مجال الجيولوجيا الصحراوية والدراسات المناخية.
(أ) خريطة المغرب توضح أين تقع صحراء عرق الشبي. (ب) خريطة صحراء عرق الشبي: نجمة تشير إلى كثبان لالا لاليا. (ج) صورة الكثبان الرملية من الجنوب. (د) رسم توضيحي للكثبان الرملية: تمثل الخطوط المنقطة خطوط القمة والخطوط الصلبة توضح القياسات المأخوذة باستخدام جيورادار، وهو جهاز جيوفيزيائي موجه نحو الأرض يسمح بدراسة تكوين وبنية الكثبان الرملية. أرض. النقاط مع الأرقام تشير إلى أصل العينات التي تمت دراستها في الدراسة. الاعتمادات: C. S. Bristow وG. A. T. Duller/Scientific Reports, 2024.
المصدر : الجنوبية