يقلق المختصون النفسيون من انتشار ظاهرة جديدة على إنستغرام وتيك توك، حيث يقوم الشباب بتشخيص أنفسهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) (عبر البريد الدولي) دون الرجوع للمختصين، وفق ما نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية.
يتجلى هذا الاتجاه في مقاطع فيديو متنوعة، منها مشهد لشابة على الشاطئ تشارك صعوباتها في التركيز والتعلم، أو شاب يصور نفسه وهو يكتب ويفقد أدواته باستمرار. هذه المقاطع تحصد ملايين المشاهدات وآلاف التعليقات من مستخدمين يشعرون بالارتياح لإيجاد تفسير لمشاكلهم اليومية.
يعرّف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بثلاثة أعراض رئيسية: الحاجة المتزايدة للحركة، مشاكل في التركيز، والاندفاعية. وفقاً للشبكة المركزية لاضطراب فرط الحركة في ألمانيا، يعاني حوالي 3% من البالغين من هذا الاضطراب.
تشير الدكتورة فيليبا بيري، المعالجة النفسية ومؤلفة الكتب الأكثر مبيعاً، إلى أن العدوى الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في هذه الظاهرة. وتصف الأمر بأنه "قطار يقفز إليه الكثير من الناس". ويمكن علاج الاضطراب من خلال الأدوية والعلاج السلوكي، مع أن بعض الأدوية مثل الريتالين قد تكون موضع جدل.
لكن الخبراء يحذرون من أن الضغوط المعاصرة والتغيرات السريعة في أنماط العمل والحياة قد تخلق أعراضاً مشابهة لاضطراب فرط الحركة. فوفقاً لتقرير صحي ألماني، أفاد أكثر من ثلثي الطلاب بشعورهم بالإرهاق من التوتر خلال العام الماضي.
يقدم المصابون باضطراب فرط الحركة عبر منصات التواصل الاجتماعي نصائح عملية للتعامل مع الأعراض، مثل استخدام المؤقتات لتتبع الوقت أو استخدام أدوات صغيرة للتعامل مع الحاجة للحركة أثناء الاجتماعات.
يمكن أن يؤدي تزايد الوعي باضطراب فرط الحركة إلى تشخيص وعلاج مبكرين للمصابين. لكن يجب التنبه إلى أن مشاكل التركيز قد تنتج عن ضغوط الحياة اليومية وليست دائماً علامة على وجود اضطراب.