يعرض مهرجان ميونيخ السينمائي فيلم "الفوهرر والمتحرش" الذي يتناول شخصية جوزيف وغوبلز، وزير الدعاية النازي. يكشف الفيلم أساليب الدعاية النازية وتأثيراتها السلبية، ويسلط الضوء على دور وغوبلز كمؤسس لما يعرف اليوم بالأخبار المزيفة.
يكتسب الفيلم أهمية خاصة في ظل المعطيات السياسية الراهنة، حيث يشير المخرج يواكيم أ. لانج إلى حقيقة تتمثل في تصويت نحو 16% من الشباب الألماني لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة. هذا المؤشر يعزز الحاجة الملحة لمواجهة الأفكار القومية المتطرفة من خلال الوعي التاريخي.
لكن المثير للجدل أن منظمة Vision Kino، المؤسسة المعنية بتقديم التوصيات السينمائية للمدارس الألمانية منذ عام 2005، لم تدرج الفيلم ضمن قائمة توصياتها. هذا القرار أثار استياء صناع الفيلم والمختصين، خاصة وأن المنظمة تعمل تحت رعاية رئيس الجمهورية الألمانية وتقدم توصيات شهرية للمعلمين حول الأفلام المناسبة للعرض المدرسي.
وقد أثار هذا الموقف ردود فعل قوية، حيث عبرت مارجوت فريدلاندر، الناجية من المحرقة البالغة من العمر 102 عاماً، والمؤرخ المختص بالتاريخ النازي توماس فيبر، عن مطالبتهما لمنظمة Vision Kino بإعادة النظر في موقفها. يأتي هذا في وقت تقوم فيه المنظمة بالترويج لأفلام مثل "باربي" والدراما الفرنسية البلجيكية "The Lost Boys" لطلاب الصف التاسع.
إن الجدل الدائر حول عرض الفيلم يعكس تحدياً أكبر يواجه المجتمع الألماني المعاصر: كيفية مواجهة التطرف اليميني المتنامي من خلال التعليم والوعي التاريخي. فالفيلم، بتحليله للاشتراكية القومية وآليات الدعاية، يمثل أداة تعليمية في زمن تتزايد فيه الحاجة إلى فهم دروس الماضي لمواجهة تحديات الحاضر.