يحل عيد الهالوين مجدداً، لكن ما يثير الرعب حقاً ليس الأزياء المخيفة والأشباح، بل الأثر البيئي المدمر لهذا الاحتفال. فهذا العيد ذو الأصول السلتية، والذي يحظى بشعبية كبيرة في أمريكا الشمالية وبعض دول القارة الأوروبية، يترك بصمة بيئية مقلقة على كوكبنا.
في الولايات المتحدة وحدها، من المتوقع أن يتم إنفاق 11.6 مليار دولار هذا العام على الأزياء والحلوى والديكورات. وللأسف، معظم هذه المشتريات ستنتهي في مكبات النفايات بسرعة تفوق الوقت المستغرق في صنع ثقوب العينين في قناع مخيف من قطعة قماش قديمة.
تشكل مكبات النفايات مشكلة بيئية خطيرة، حيث تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ. وكلما زادت النفايات، ارتفعت انبعاثات الغازات، خاصة غاز الميثان الذي يفوق تأثيره الحراري ثاني أكسيد الكربون. وفقاً لتقرير التحالف العالمي لبدائل المحارق لعام 2022، يتسبب قطاع النفايات في 20% من انبعاثات الميثان العالمية و3.3% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ويبرز القرع كمصدر غير متوقع لانبعاثات الميثان في هذه المناسبة. فغالبية مئات الملايين من ثمار القرع المنتجة خصيصاً للهالوين لا يتم استهلاكها، بل تُرمى في النفايات. في الولايات المتحدة، يواجه 80% من القرع هذا المصير، وفي المملكة المتحدة، رغم أن النسبة أقل، إلا أنها تظل مرتفعة بشكل مقلق.
وتزداد المشكلة سوءاً مع اتجاه الناس نحو شراء قرع أكبر حجماً. فقد أظهرت الحسابات أن زيادة 5% فقط في متوسط محيط القرع المباع سيضيف 900 طن من النفايات في الطبيعة، أي ما يعادل وزن 300 فيل.